إذا كانت جمعياتُ المجتمع المدني بدأت تعرف
انتشارًا واسعًا، في الآونة الأخيرة، سواء على مستوى المدينة أو البادية، فإن هذا
الإنتشار أمْلَته ضرورة أساسية مرتبطة بعــدم قدرة الدولة على ضمان الحق و الحريات
التي تستمد منها مشروعية وجودها. و لمَّا كان من الضروري أن يتحرر الفرد من
الإكراهات الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية... التي تفرضها عليه الدولة، و لمَّا
كان من اللازم أن يلتزم بقضايا مجتمعه، و نظرًا لهامش الحرية التي يتمتع بها
بالرغم من عدم قدرته أن يسلك وفق لما يملyه عليه تفكيــره الشخصي، فإن تأسيس
جمعيات و الإنخراط فيها يغدو أمرًا ضروريًا